5 أسباب تجعل القطاع الزراعي في البوسنة مهيأ للاستثمار من الدول الخليجية
في ظل سعي مستثمري دول مجلس التعاون الخليجي إلى تنويع محافظهم الاستثمارية وتأمين إمدادات غذائية طويلة الأجل، تبرز البوسنة والهرسك كوجهة جذابة للاستثمار الزراعي. تقدم هذه الدولة البلقانية، التي غالبًا ما يتم تجاهلها في الأعمال الزراعية العالمية، مزيجًا فريدًا من الموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي والإمكانات غير المستغلة. وفيما يلي خمسة أسباب مقنعة تجعل القطاع الزراعي في البوسنة يستحق اهتمام مستثمري دول مجلس التعاون الخليجي.
الموارد الطبيعية الوفيرة
تتمتع البوسنة والهرسك بوفرة من الموارد الطبيعية التي تشكل العمود الفقري لقطاع زراعي مزدهر:
● تغطية غابات واسعة النطاق: تغطي الغابات ما يقرب من 43% من أراضي البوسنة، مما يجعلها أغنى دولة في موارد الغابات في جنوب شرق أوروبا. يساهم هذا الغطاء الغابي الواسع في تنوع النظام البيئي ودعم الأنشطة الزراعية المختلفة.
● موارد مائية وفيرة: تعد البوسنة واحدة من أغنى مناطق يوغوسلافيا السابقة من حيث موارد المياه. وتتمتع البلاد بالعديد من الأنهار والبحيرات وموارد المياه الجوفية، مما يوفر إمكانيات واسعة للري للزراعة.
● التربة الخصبة: بفضل ما يقرب من 1.6 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، توفر البوسنة تربة خصبة لمجموعة واسعة من المحاصيل. وتسمح المناظر الطبيعية المتنوعة في البلاد، من الوديان إلى المناطق الجبلية، بإنتاج زراعي متنوع.
الامكانات الزراعية غير المستغلة
وعلى الرغم من ثرواتها الطبيعية الغنية، فإن القطاع الزراعي في البوسنة لا يزال بعيدًا عن تحقيق إمكاناته الكاملة:
● الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة: حاليًا، لا يتم استخدام سوى حوالي 60% من الأراضي الزراعية في البوسنة. وهذا يترك جزءًا كبيرًا من الأراضي الصالحة للزراعة متاحة للتنمية والاستثمار.
● الإنتاج المنخفض: العديد من المزارع في البوسنة عبارة عن عمليات صغيرة مملوكة للعائلات ذات انتاجية منخفضة. ومع الاستثمار المناسب في تقنيات وتكنولوجيا الزراعة الحديثة، هناك مجال كبير لزيادة الإنتاجية والكفاءة.
● فرصة التحديث: إن القطاع الزراعي في البوسنة مهيأ للتحديث. ومن الممكن أن يؤدي الاستثمار في الآلات وأنظمة الري وممارسات الزراعة المستدامة إلى زيادة الغلة والربحية بشكل كبير.
الحوافز الحكومية للمستثمرين الأجانب
وتدرك الحكومة البوسنية أهمية الاستثمار الأجنبي في تطوير قطاعها الزراعي وتقدم عدة حوافز:
● المساواة في المعاملة: يتم منح المستثمرين الأجانب نفس الحقوق التي يتمتع بها المستثمرون المحليون، مما يضمن تكافؤ الفرص.
● المزايا الضريبية: تقدم البوسنة أحد أدنى معدلات ضريبة القيمة المضافة في المنطقة بنسبة 17%، فضلاً عن معدل ضريبة الشركات بنسبة 10%.
● اتفاقيات التجارة الحرة: وقعت البوسنة العديد من اتفاقيات التجارة الحرة، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة لأوروبا الوسطى، والتي توفر الوصول إلى سوق يبلغ عدد سكانه حوالي 30 مليون نسمة.
● حماية الاستثمار: توفر الحكومة الحماية ضد التأميم أو المصادرة أو المصادرة أو التدابير ذات التأثيرات المماثلة.
الموقع الاستراتيجي والوصول إلى الأسواق الأوروبية
يوفر الموقع الجغرافي للبوسنة مزايا استراتيجية للصادرات الزراعية:
● القرب من أسواق الاتحاد الأوروبي: كدولة مرشحة محتملة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تعمل البوسنة على مواءمة معاييرها الزراعية مع لوائح الاتحاد الأوروبي. وهذا، إلى جانب قربها الجغرافي، يجعلها موقعًا مثاليًا لإنتاج وتصدير المنتجات إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
● مناخ البحر الأبيض المتوسط: تتمتع أجزاء من البوسنة بمناخ البحر الأبيض المتوسط، وهو مناسب لزراعة مجموعة واسعة من المحاصيل، بما في ذلك المحاصيل المألوفة في دول مجلس التعاون الخليجي.
● تطوير البنية الأساسية: في حين لا تزال التحديات قائمة، تستثمر البوسنة في تحسين بنيتها التحتية للنقل، مما سيعزز كفاءة الصادرات الزراعية.
الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية الحلال
بالنسبة لمستثمري دول مجلس التعاون الخليجي، تقدم البوسنة فرصة فريدة في سوق الأغذية الحلال المتنامية:
● شهادة الحلال: تتمتع البوسنة بنظام راسخ لشهادة الحلال، مما يسهل إنتاج منتجات الأغذية الحلال للأسواق المحلية والتصديرية.
● سوق الحلال الأوروبية المتنامية: مع تزايد عدد السكان المسلمين في أوروبا، يتزايد الطلب على منتجات الأغذية الحلال. إن مكانة البوسنة كدولة أوروبية ذات عدد كبير من السكان المسلمين تجعلها قاعدة مثالية لخدمة هذه السوق.
● التفاهم الثقافي: يوفر التراث الإسلامي للبوسنة جسرًا ثقافيًا لمستثمري دول مجلس التعاون الخليجي، مما قد يسهل العلاقات التجارية وفهم السوق.
الاستنتاج
يمثل القطاع الزراعي في البوسنة والهرسك فرصة استثمارية جذابة للمستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي. فبفضل مواردها الطبيعية الوفيرة وإمكاناتها غير المستغلة ومناخ الاستثمار الملائم والموقع الاستراتيجي والمكانة الفريدة في سوق الأغذية الحلال، تقدم البوسنة مزيجًا نادرًا من المزايا. ومع استمرار البلاد في التطور والاقتراب من التكامل مع الاتحاد الأوروبي، فإن المستثمرين الأوائل سيستفيدون بشكل كبير من نهضتها الزراعية. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تتطلع إلى تأمين الإمدادات الغذائية وتنويع محافظها الاستثمارية، فقد تثبت مزارع البوسنة أنها أرض خصبة بالفعل.